لائحة نظام الأحوال الشخصية من اللوائح المعُدة لتنظيم وحفظ الحقوق للمواطنين بالمملكة العربية السعودية، حيث يتضمن النظام كل ما يخص الزواج والطلاق والفصل بين المتزوجين والعدة والوصاية والوصية والميراث والحجب والتعصيب والعول والرد، أي أنه حماية لحقوق الطفل والكبار، وسنتداول بالتفصيل كافة المعلومات حول ذلك عبر موقعنا ركن القانون.
الفرق بين لائحة نظام الأحوال الشخصية والأحوال المدنية
تم إعداد نظام الأحوال المدنية بالمملكة العربية السعودية من أجل تنظيم وتدوين كل ما يتعلق بالحالة المدنية للمواطنين وللأفراد الأجانب القانطين بالسعودية، ومن الجوانب الذي يتضمنها النظام كل ما يتعلق بالزواج والطلاق والوفاة وغيره سنتحدث عنه بالتفصيل أي أنها بها سجلات الواقعات المدنية والتي تضمن حقوق المواطنين وتحدد واجباتهم علاوة على الأجانب لحفاظ البيانات الخاصة بهم وتنظيم الإقامة لهم.
كما أنها تتضمن السجلات المدنية والتي يتم تسجيل بها المواليد، وعقود الزواج، والطلاق لحفظ الحقوق بين الزوجين علاوة على سجلات الوفيات وإصدار شهادة الوفاة التي من اللازم الحصول عليها لإنهاء باقي الإجراءات الإدارية والقانونية، وهي كذلك تختص بالوثائق العائلية والشخصية مثل دفتر العائلة، والتي تحتوي على كافة بيانات العائلة والبطاقة الشخصية، والتي هي بمثابة إثبات للهوية، حيث يتواجد بها كل المعلومات الشخصية لكل مواطن بالمملكة.
ينص النظام على عقوبات لمن يخالف الأحكام والقوانين على سبيل المثال إذا قام أحدهم بتسجيل بيانات غير صحيحة أو لم يقم بتسجيل واقعة ميدانية في الوقت التي وقعت به.
بينما لائحة نظام الأحوال الشخصية يتضمن الزواج وآثار عقد الزوج والفرقة بين الزوجين وآثار الفرقة بين الزوجين والوصاية والولاية والوصية والتركة والإرث علاوة على مجموعة من الأحكام الختامية، أي أن خلاصة الأمر هو أن لائجة نظام الأحوال الشخصية هي التي تحدد واجبات وحقوق الأسرة بناءً على الأحكام الشرعية بينما نظام الأحوال المدنية عبارة عن توثيق للمعلومات الشخصية للمواطنين والقانطين بالمملكة العربية السعودية.
أهمية لائحة نظام الأحوال الشخصية
الهدف من إعداد لائحة نظام الأحوال الشخصية بالمملكة هو:
- التقليل من المشاحنات التي تنشأ بين الأبوين بعد الانفصال والتي يعاني منها الأطفال.
- ضمان استيفاء الحقوق النظامية بسهولة عند وقوع الانفصال بين الأزواج في قضايا الأحوال الشخصية.
- حماية مصلحة الطفل خصوصًا في حالة انفصال الزوجين.
- ضبط السلطة التقديرية في المحكمة علاوة على تقليل الاختلاف في الأحكام.
مواد لائحة نظام الأحوال الشخصية
في البداية يجب أن نعرف أن النظام تابع لوزارة العدل بالمملكة العربية السعودية والقطاع التابع هو السلطة القضائية وحقوق الإنسان، ينقسم النظام إلى مجموعة من الأبواب وهم ثمانية أبواب كل باب به مجموعة من المواد التي تحفظ الحقوق في الحالات السابق ذكرها من قبل، والتي سنتكلم عن بعض منها بالتفصيل:
1- الزواج
يتحدث الباب الأول في لائحة نظام الأحوال الشخصية عن الزواج، حيث يقسم إلى مجموعة من الفصول مثل الخطبة وأحكام عامة للزواج وأركان عقد الزواج وشروطه وحقوق الزوجين.
فعلى سبيل المثال تم توضيح ماهية المهر، حيث إنه عبارة عن المال الذي يقوم الرجل بدفعه إلى المرأة بسبب عقد الزواج علاوة على أنه من حق المرأة ولا يستطيع أحد أن يجبرها على أن تتصرف فيه، كما أنه يجوز أن يؤجل المهر بعضًا منه أو بأكمله بشرط أن ينص عقد الزواج على ذلك مع ذكر وقت محدد للدفع، في تلك الحالة يجب دفع المهر في ذلك الوقت، بينما إذا ذكر بالعقد وقت غير معلوم فهو معجل، وفي حالة لم يتم أي وقت فيحل هنا بوفاة أحدهم أو بالفرقة البائنة.
2- آثار عقد الزواج
يتضمن الباب الثاني في لائحة نظام الأحوال الشخصية على كل ما له علاقة بالنفقة والنسب، ومما ذكر في المادة السابعة والستون في فصل النسب أنه يتم إثبات نسب الطفل لأمه بثبوت الولادة بينما لا يتم إثبات الطفل للأب إلا في ثلاث حالات ألا وهي:
- الولادة في عقد زواج صحيح.
- إقرار الأب بأن الولد ابنه.
- البينة.
بينما تتضمن المادة سبعون أنه عند حدوث نزاع على إثبات نسب المولود أو للمحكمة في الأحوال الاستثنائية أو إذا قامت أحد الجهات المختصة بإثبات نسب الطفل، في تلك الحالة يتم عمل تحليل فحص الحمض النووي لكل من الطفل والأب بناءً على القواعد التنظيمية لتلك الحالة، ودور المحكمة هنا هي الحكم بناءً على نتيجة الحمض النووي، ولكن قبل ذلك عليها التأكد من شيئين:
- أن يكون الطفل محل طلب إثبات نسبه هو بالفعل (مجهول النسب).
- أن يكون فارق العمر بين الزوجين معقول والذي يسمح لهم بالإنجاب.
3- الفرقة بين الزوجين
ينص الباب الثالث من لائحة نظام الأحوال الشخصية على أحكام عامة للفرقة والطلاق والخلع وفسخ عقد الزواج، فبناء على المادة السادسة والسبعون حتى تحدث الفرقة بين الزوجين يجب أن تكون أحد الحالات التالية ألا وهي (الطلاق – الخلع – وفاة واحد من الزوجين – اللعان – فسخ العقد)، وفي بعض الحالات لا يقع الطلاق مثلما ذكر بالمادة الثمانون والتي تتضمن:
- طلاق الناتج عن الغضب الشديد والذي منع بينه وبين قدرته في التحكم في ألفاظه.
- إذا كانت الزوجة في تلك الأثناء في فترة النفاس أو حائض أو طهر جامع زوجها فيها علاوة على كون الزوج يعلم بحالاتها أثناء تلك الفترة.
- طلاق الشخص غير المختار أو غير العاقل.
- الطلاق الناجم عن شخص فقد الوعي والإدراك نتيجة المواد المخدرة أو المُسكِرة.
ومن أنواع الطلاق بناءً على المادة الخامسة والثمانون، فهناك نوعان الأول هو الطلاق الرجعي، ومن شروط انتهاء عقد الزواج أن تنقضي العدة بينما الطلاق البائن ينتهي عقد الزواج بمجرد وقوعه وقد تم تقسيمه إلى نوعين، الطلاق البائن بينونة صغرى في حال مرور عدتها بعد الطلقة الأولى أو الثانية، فلا تحل إلا بإنشاء عقد زواج جديد ومهر مع احتساب الطلقات السابقة، بينما الطلاق البائن بينونة كبرى في تلك الحالة المطلقة بعد الطلقة الثالثة لا يمكنها أن تحل إلا بعد انتهاء عدتها من زوج آخر دخل بها، ويشترط أن الزواج يكون صحيح وألا تكون نية الزوج التحليل.
4- آثار الفرقة بين الزوجين
اهتم الباب الرابع في لائحة نظام الأحوال الشخصية بالتحدث حول العدة والحضانة، حيث أوضح في المادة السادسة عشرة بعد المائة أن العدة هي الفترة المحددة والتي لا يجوز للمرأة في تلك الأثناء أن تتزوج، بينما الحضانة وفقًا للمادة الرابعة والعشرون بعد المائة فهي الاهتمام ورعاية الأشخاص الذين لا يمكنهم الاعتماد على حالهم من أجل توفير الأساسيات، وهم الأطفال أو من يعانون من العجز مما يجعلهم غير قادرين على الاهتمام بشئونهم.
إذن الهدف من الحضانة هي توفير الحماية والرعاية والاحتياجات الأساسية للحياة والقيام على مصالحهم بما يتضمن التعليم والصحة، مع العلم أنه يجب أن يتوافر بالحاضن مجموعة من الشروط ألا وهي:
- قدرته على تقديم الرعاية والاهتمام.
- أن يكون سليم ومعافي من الأمراض الخطيرة المعدية.
- كمال الأهلية.
في بعض الحالات تسقط حق الحضانة ولكن بناءً على المادة الثلاثين بعد المائة في لائحة نظام الأحوال الشخصية أنه من حق الحاضن طلب الحاضنة مرة أخرى في حالة زوال السبب الذي أسقط حقها عنه في البداية.
5- الوصاية والولاية
يتحدث الباب الخامس في لائحة نظام الأحوال الشخصية عن أحكام عامة للوصاية والولاية، بالإضافة إلى الوصي والولي المعين من المحكمة وتصرفات الوصي والولي المعين من المحكمة، والغائب والمفقود.
6- الوصية
ينقسم الباب السادس في لائحة نظام الأحوال الشخصية إلى التطرق لأحكام عامة للوصية وأركان الوصية وشروطها ومبطلات الوصية.
7- التركة والإرث
يتواجد أيضًا بالباب السابع أحكام عامة للتركة والإرث وميراث أصحاب الفروض والحجب والعول والرد والتعصب وميراث ذو الأرحام وميراث المفقود ومنفي النسب والحمل والتخارج في التركة.
8- أحكام ختامية
تضمن الباب الثامن مجموعة متنوعة من الأحكام الختامية، ومن المهم التعرف على تلك الأحكام من هنا.
الأسئلة الشائعة
ما هو الفرق بين الغائب والمفقود في لائحة نظام الأحوال الشخصية؟
المفقود هو الشخص الغائب الذي لا تعرف إذا كان حي يرزق أم ميت بينما الغائب هو الشخص الذي لا يتواجد أي معلومات في الوقت الراهن عن مكانه علاوة على أن هذا الشخص لا يستطيع أن يقوم بإدارة أمواله وممتلكاته سواء عن طريق وكيل أو بنفسه، ويترتب على ذلك حدوث مشكلات للآخرين بمعنى أدق تعطيل المصالح.
ما هي نفقة المعتدة في حالة الطلاق الرجعي وفي حالة الحامل من طلاق رجعي أو بائن؟
الحالة الأولي حتى انتهاء العدة بينما الثانية حتى تضع حملها.
لائحة نظام الأحوال الشخصية من اللوائح المُعدة بعناية من قِبل المملكة العربية السعودية، والتي يراعى بها الشريعة الإسلامية من أجل ضمان وتنظيم الحقوق لدى المواطنين.