تعد الخصخصة وانواعها أحد الحلول المهمة ضد الأزمات المالية والاقتصادية في جميع دول العالم، ونلاحظ أنه فترة الثمانينات كانت بداية ظهور هذا النظام في كلٍ من بريطانيا والولايات المتحدة مع العلم أن النظام يختلف من دولة إلى الأخرى، وهذا يرجع إلى مجموعة متنوعة من المعايير، وكما نعرف أن الاقتصاد الدولي ينقسم عامة إلى القطاع الخاص والقطاع العام لذلك سوف نتعرف أكثر عبر موقع ركن القانون على كل ما تنطوي عليه الخصخصة من معلومات.
الخصخصة وانواعها
بدأت الخصخصة في الظهور بالعصور القديمة حيث في تلك الفترة كانت الأراضي مملوكة للقطاع الخاص، ولكن مع بداية القرن العشرين ظهرت المفاهيم الحديثة للخصخصة، والتي انطلقت من تفكير الحكومات حول العالم من طريقة لتقوية المشاريع الخاصة، ومن أوائل الاقتصاديين تأييدًا للخصخصة كان الاقتصادي “ميلتون فريدمان” حيث كان يعتقد أن الخصخصة سوف تؤدي إلى زيادة كلا من عنصر المنافسة والكفاءة.
ويأتي ذلك الأمر من المنافسة التي ستنشأ بين الشركات الخاصة من أجل إثبات نفسها للعملاء، وبالتالي تحقيق الكثير من الأرباح، ونظام الخصخصة تم تبنيه في كلٍ من أوروبا وأمريكا في السبعينات والثمانينات، وذلك من أجل التصدي للتحديات الاقتصادية ومن أجل تعزيز وتقوية اقتصاد تلك الدول.
تشتمل الخصخصة على عمليات بيع الأصول التي تمتلكها الدولة والشركات إلى المشترين من القطاعات الخاصة، ويتم الأمر عن طريق المزادات على سبيل المثال، أو عن طريق الإيجارات والعقود حيث يتم نقل السيطرة على تلك الشركات التابعة للدولة إلى الشركات الخاصة.
اقرأ أيضًا: الخصخصة
ماهية الخصخصة
الخصخصة هي العملية التي تتضمن نقل الممتلكات الحكومية بكل ما تشتمل عليه من أعمال وخدمات إلى القطاع الخاص سواء كان الأمر بشكل جزئي أو كلي، وبالتالي يتم تقوية كفاءة المنتجات المطروحة أو الخدمات التي تقدم من خلالها.
بمعنى أدق هي العملية التي يتم من خلالها نقل الموارد الاقتصادية التي تكون مملوكة للملكية العامة إلى كيانات أو أفراد خاصة وذلك الأمر يكون في صناعة أو خدمات بعينها، ومن المجالات التي يتم فيها الخصخصة هي المرافق والتي منها “الغاز – الكهرباء – المياه” أو التعليم أو النقل الذي يتضمن ” المطارات – النقل العام – السكك الحديدية”، ومن المجالات التي يتم فيها اقتراح الخصخصة الضمان الاجتماعي أو الرعاية الصحية وغيرها على نفس النطاق.
ومن الفوائد التي يراها الاقتصاديون محبين الخصخصة أن الشركات الخاصة تكون ذات كفاءة أكبر من الشركات العامة علاوة على أن الملكية الخاصة لها دور كبير في النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمار، ولكن على النقيض يرى المعارضون أن الخصخصة تعمل على ارتفاع الأسعار وفقدان القدرة على المساءلة على عكس المؤيدين علاوة على تقليل القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية.
الخصخصة وانواعها
كما ذكرنا من قِبل فإن الخصخصة لها العديد من الأهداف الهامة من الناحية الاقتصادية، لذلك دعونا نتعرف الآن على الخصخصة وانواعها:
1- الخصخصة الكلية
بالطبع إذا نظرنا إلى الخصخصة وانواعها فأول نوع هو الكلية، حيث يتم من خلالها نقل أسهم رأس المال التابعة للمؤسسات التي تندرج تحت القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص.
2- الخصخصة الجزيئية
هي التي يتم خلالها نقل جزء ملكية المؤسسات التي تندرج تحت القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص، حيث يتم بيع جزء من رأس المال الخاص بالمؤسسات إلى الجمهور.
3- الاكتتاب
هو عبارة عن الاكتتاب الام على أي من المنشآت التي تطرح للخصخصة م خلال المواطنين والهدف من ذلك هو منح الفرص للجميع بالتساوي من أجل الحصول على أسهم لهذه المنشآت علاوة على توسي قاعدة الملكية.
4- خصخصة عقود التأجير
حيث يتم من خلالها السماح للقطاعات الخاصة باستثمار كل من الأصول والموارد التي يمتلكها القطاع العام وذلك لفترة زمنية محددة ولكن بمقابل أجر تحدده الدولة، هنا يسمح للدولة بالحصول على إيرادات مع إمكانية الحفاظ بدرجة جيدة على الأصل.
اقرأ أيضًا: نظام المنافسة
5- الامتياز
يعد من ضمن الخصخصة وانواعها وهو عبارة عن إمكانية الشركات الخاصة من إدارة خدمة العامة، ومن أنواع الخدمات التي قد يطبق عليها ذلك هي “نظام الاتصالات – الخدمة البريدية – نظام النقل العام” ويمكن من خلال الامتياز إمكانية نقل القطاع العام من البنية التحتية والأصول والخدمات إلى الشركة الخاصة، والتي يقع دورها هنا على تحديد الأسعار ثم تقديم الخدمة إلى الجمهور.
6- خصخصة عقود الإدارة
عن طريقها يتم نقل إدارة المؤسسات التي تندرج تحت القطاع الحكومي إلى القطاه الخاص ولكن تبقى ملكية المؤسسات للقطاع الحكومي كما هي، ومن الخدمات التي يمكن أن يتم استخدام هذا النوع من النماذج معها هي: “الرعاية الصحية – إدارة النفايات الصلبة – الإسكان” وهو يوجد منه نوعان “قصير الأجل – طويل الأجل”.
7- بناء وتشغيل ونقل
حيث يشبه هذا النوع الامتياز ولكن المُختلف في الأمر أن الشركة الخاصة هنا يقع عليها مسئولية كلا من التصميم والبناء وتشغيل الأصل، وبعد ذلك يتم إعادته بعد انتهاء فترة العقد إلى الحكومة.
8- الشراكة بين كلٍ من القطاع الخاص والقطاع العام
عند الحديث عن الخصخصة وانواعها، لا بد من ذكر الشراكة بين القطاع الخاص والعام، وهي عبارة عن التعاون بين كلا من القطاعين العام والخاص من أجل تقديم الخدمات العامة أو الأصل، ويتم الأمر عن طريق توفير القطاع الخاص كلا من “التمويل – التصميم – البناء – تشغيل الأًصول” بينما يكون القطاع العام مسئول عن تنظيم المشروعات المتنوعة بالإضافة إلى الإشراف عليها.
الخصخصة من الأمور الهامة في المملكة العربية السعودية وهو جزء كبير من خطة الإصلاح في رؤية 2030، حيث الهدف الرئيسي لها هو تقليل اعتماد المملكة على النفط وتنويع الاقتصاد.
بالتالي قامت المملكة العربية السعودية بإطلاق عدة مبادرات من أجل خصخصة بعض لقطاعات والتي منها “المياه – الكهرباء – الرعاية الصحية – النقل”، علاوة على انشأها عدد من المنظمات والوكالات المتخصصة من أجل إتمام الإِشراف على الخصخصة، والتي يتضمن كذلك صندوق الاستثمارات العامة والهيئة العامة للاستثمار.
اقرأ أيضًا: عقود التخصيص
الأسئلة الشائعة
ما هو التأثير الإيجابي للخصخصة على اقتصاد المملكة العربية السعودية؟
لكل شيء إيجابيات وسلبيات ولكن من إيجابيات الخصخصة هي:
- خفض النفقات الحكومية.
- ارتفاع الاستثمار الأجنبي.
- تقديم الخدمات العامة بشكل أفضل.
- تحقيق عنصر المنافسة وبالتالي الكفاءة العالية.
- توفير الفرص الاستثمارية للسوق العالمي والمحلي.
- توافر فرص العمل.
- جعل اتخاذ القرارات والتحكم التشغيلي أفضل.
- ريادة الأعمال أصبحت في تحسن ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل والتي منها “اللوائح الحكومية والقواعد الأقل”.
- تحسين تخصيص رأس المال.
ما هي عيوب الخصخصة؟
إذا لم تتواجد عمليات رقابية جيدة على الخصخصة بالإضافة إلى عدم إجراء الدراسات التي لها هدف حول الخصخصة، يتحول هنا النظام إلى السلبي ويرجع ذلك إلى:
- زيادة معدلات التضخم.
- تزداد نسبة الاحتكار للمشاريع.
- من المحتمل أن يتم رفع أسعار بعض من الخدمات والتكاليف على المستهلك وبالتالي ستتأثر طبقة بذاتها من المجتمع ككل.
- أضرار استقرار المجتمع ويرجع ذلك إلى الاستغناء عن جزء من العمالة.
- انتهاء المساواة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية ويرجع ذلك إلى اهتمام الشركات إلى بتلبية كل ما يحتاجه العميل الذي يقدم الأجور العالية وبالتالي تهميش أفراد المجتمع الفقراء أو محدودي الدخل.
- الأصول أو الخدمات التي تم خصخصتها سوف تتعرف للفقدان السيطرة العامة عليها، خاصة إذا كانت الشركة الخاصة المسئولة الآن عن الخدمات والأصول غير مسئولة أمام المستهلكين كما كان الكيان الحكومي من قبل.
- المواطن من الفئات الأقل قد يتعرض إلى تدهور في الخدمات المقدمة إليه، لأنه في كثير من الأحيان يكون تركيز الشركة الخاصة على تحقيق الأرباح بقدر المستطاع على تلبية احتياجات المجتمع.
ما هي الخطوات الأساسية لعمليات الخصخصة بالمملكة العربية السعودية؟
يجب العلم أن عمليات الخصخصة تمر بثلاث مراحل وهم: “الإعداد ثم الانطلاق ثم التحويل”.
- في المرحلة الأولى ” الإعداد” يتم من خلالها تحديد الاستراتيجية الخاصة بالبرنامج محل التنفيذ.
- بينما المرحلة الوسطى “الانطلاق” والتي يتم فيها تكوين لجان من مجموعة من الخبراء الذين يمتازون بأن مستوياتهم مرتفعة، وذلك من أجل تحديد ومعاينة المنشآت التي تكون تابعة للقطاع العام والتي تقرر أن تحول الملكية الخاصة بها إلى القطاع الخاص.
- المرحلة الأخيرة “التحويل” يتم من خلالها توفير الرقابة على المنشآت التي تم خصخصتها لرؤية مدى التزام تلك المنشآت بالقواعد والأنظمة في كلا من حالتي التأجير أو البيع.
بعدما تعرفنا على الخصخصة وانواعها والتأثير الإيجابي والسلبي لها ومدى تأثيرها على اقتصاديات الدول خصوصًا أنها جزء من رؤية 2030 لعديد من الأسباب التي ذكرت بالفعل في المقال، يمكننا التفرقة بين كونها متى تكون جيدة ومتى لا.