
يتطلب فهم استحواذ الشركات معرفة الفرق بينه وبين المفاهيم الأخرى التي ترتبط بها أو تقارن معها، حيث تمتلك تلك العمليات أهمية كبيرة في تطوير الشركات الناشئة بشكل خاص، وتتمتع الأعمال التجارية اليوم بوجود استراتيجيات مميزة تساعد في تطوير الشركات والعمل على توسيعها بشكل غير مسبوق، ونساعد من خلال موقع ركن القانون على معرفة كل التفاصيل المتعلقة بالاستحواذ.
استحواذ الشركات

قد يتعرض الكثير من أصحاب الشركات أو المستثمرين لظروف طارئة بسبب الأعمال التجارية التي تمارسها الشركات، وتأثرها بسوق العمل والتطورات التي تحدث به، وتضطر إلى اللجوء إلى استحواذ الشركات كطريقة مميزة تساعدهم على التوسع الخارجي، وتعتبر مناسبة لمختلف الشركات أي كان نوعها.
وتضم بيئة الأعمال العالمية التجارية في الوقت الحاضر العديد من الاستراتيجيات التي يتم الاعتماد عليها في توسع الشركات أو تكوين تحالفات بين الشركات وبعضها، ويعتقد بعضنا أن الاستحواذ على الشركات هو ذاته الاندماج، ولكن هناك فرق واضح بينهما يمكن معرفته من خلال التعرف على مفهوم كل منهما فيما يلي:
1- مفهوم استحواذ الشركات
المقصود باستحواذ الشركات أنه العملية التي تتم لإحكام السيطرة على أحد الشركات من الناحية الإدارية والمالية، وذلك من خلال شراء نسبة من أصول الشركة أو كل النسب، أو شراء أسهم الشركة التي يتم عليها الاستحواذ.
حيث يعتبر مفهوم أشمل من مجرد ضم أصول أو نقل ملكية، حيث تتميز تلك العملية بأنها ذات طبيعة استغلالية، وذلك لأنها تستهدف الفرص المتاحة في الأسواق، وتعمل على الانتفاع بنقاط القوة المتوفرة في الأطراف المستهدفة، وتتحول إلى تقنيات جديدة لتتمكن من التغلغل داخل الأسواق، ويساعدها هذا على التنافس بقوة والصمود أمام التحديات التي تتعرض لها في السوق.
اقرأ أيضًا: تصفية الشركات
2- مفهوم الاندماج في الشركات
يقصد بعملية الاندماج التي تتم في الشركات بأن يتم الدمج بين شركة وشركة أخرى، وذلك من خلال تبادل الأسهم، أو الحصص الخاصة بالشركتين، وبناءً عليه يتم تأسيس شركة أخرى جديدة، فيمكن القول بأنها عملية اتحاد تتم بين شركتين.
ينتج عنها في النهاية كيان آخر جديد يعتمد على المصالح المشتركة التي تجمع بين الشركتين، وليس بالضرورة أن تعمل الشركتان في نفس النشاط التجاري.
أنواع الاستحواذ في الشركات

يمكن معرفة أنواع الاستحواذ التي تشهده الشركات من خلال فهمنا للمقصود بمفهم استحواذ الشركات، حيث يختلف الاستحواذ طبقًا لحجمه، ولطبيعة المشتري الذي ينفذه، وتتمثل تلك الأنواع فيما يلي:
1- الاستحواذ الكلي
يقصد بهذا النوع من الاستحواذ بأن الشركة التي تستحوذ على الشركة الناشئة أو الشركة الأخرى بشكل عام تتمكن من القيام بعملية سيطرة كاملة، وذلك من خلال شراء كافة الأصول الخاصة بالشركة بشكل كامل.
2- الاستحواذ الجزئي
يعبر هذا النوع من الاستحواذ عن عدم السيطرة الكاملة للشركة، بل تمتلك جزءًا فقط من أسهم الشركة المستهدفة من عملية الاستحواذ، ولكنها في الغالب تسعى للحصول على أكبر نسبة من أسهم الشركة المستهدفة، لذلك نجدها في الغالب تصل إلى نسبة 51%، لكي تتمكن من المشاركة بطريقة فعالة في إدارة الشركة والقدرة على التحكم في القرارات المرتبطة بالإدارة.
أهمية عمليات الاستحواذ والاندماج للشركات في السوق السعودي
تمتلك عملية استحواذ الشركات أو عملية الاندماج أهمية كبيرة داخل السوق السعودي، ولذلك لأنها تعمل على توفير العديد من المميزات التي تحتاجها الشركات لتطوير ذاتها، وتمكنها من مواجهات التحديات، وتتمثل تلك الأهمية فيما يلي:
- تسمح بحدوث تنوع في النشاط التجاري من خلال طرح المنتجات التقليدية وإضافة منتجات جديدة لها.
- تمنح الشركات فرصة تحقيق استراتيجية التوسع الخارجي دون النظر إلى نوع الشركة، حيث تناسب مختلف أنواع الشركات.
- تساعد في زيادة الكفاءة الإنتاجية، وتعمل على تحسين نوعية الخدمات أو المنتجات التي تقدمها الشركة أمام العملاء.
- تساهم في تقليل تعرض الشركة لمعدلات المخاطر التي ترتبط بالأعمال التي تمارسها الشركة المستهدفة، حيث تتمكن بواسطة استحواذ الشركات، أو من خلال عملية الاندماج أن تصبح أقوى في مواجهة الصعوبات.
- تتمكن الشركات الناشئة من الدخول إلى عالم سوق الاستثمار، وتستطيع المنافسة أمام الشركات الكبرى.
- تحقق الشركات التي تتبع نظام الاستحواذ أو الاندماج من إيرادات مضاعفة مع القيام بتقليل التكاليف التي تنفقها الشركة.
- تصبح الشركات الناشئة قادرة على تطوير خدماتها، وتتمكن من زيادة نموها من خلال حصولها على التمويل المناسب عند اتباع تلك العمليات.
اقرأ أيضًا: الشركات العائلية
هل هناك فرق بين الاستحواذ والشراء للشركات
هناك العديد من المفاهيم التي ترتبط بعالم الشركات وتؤثر بشكل كبير في أعمالهم، ونجد أن كثيرًا ا يتردد عند ذكر استحواذ الشركات مفهوم الشراء وهل هناك فارق بينهما، ولذلك نوضح من خلال الآتي الإجابة التي توضح الفرق بينهما:
1- عملية الاستحواذ
هي عبارة عن معاملة تجارية يتم تنفيذها بين الشركات بواسطة شراء أسهم أو أصول الشركة المستهدفة، ويكون الهدف منها هو فرض السيطرة الكاملة والتحكم في إدارة تلك الشركة.
2- الشراء
يتمثل في مجموعة من القواعد التي يتحقق بواسطتها الحصول على خدمات أو سلع، وفي الغالب تتم تلك العملية لأغراض تجارية، وأيضًا تتضمن التوريد بأنواعه المختلفة، وتنفذ من خلال مجموعة من الخطوات، وهي كالآتي:
- تحديد الخدمات المطلوبة.
- القيام بعملية بحث عن الموردين وفقًا للتكلفة المتوفرة.
- تحديد مدة للقيام بالتوريد.
- التفاوض على الأسعار.
- التأكد من الخدمات من خلال معرفة مدى مطابقتها للمواصفات التي يتم تحديدها.
- المحافظة على سهولة وسلاسة العمليات التشغيلية.
طريقة تطبيق الاستحواذ على الشركات
استحواذ الشركات لا يتم بشكل عشوائي، أو من خلال وجود رغبة لدى الشركات المستحوذة، بل يتطلب الأمر القيام باتباع مجموعة من الاستراتيجيات التي تحتاج إلى التخطيط بشكل دقيق، بالإضافة إلى التنفيذ بشكل احترافي، وذلك لضمان نجاح العملية، ويمكن معرفة تلك الاستراتيجيات فيما يلي:
- لا بد من القيام بتحديد أسباب عملية لتطبيق استحواذ الشركات، كأن يكون الهدف منها هو التوسع داخل السوق، أو القيام بتعزيز الحصة السوقية، أو العمل على اكتساب فريق جديد، ويمكن أن يكون السبب هو التنوع في النشاط، أو الاهتمام بتقليل المخاطر.
- القيام بعملية استقصاء دقيقة وشاملة لاختيار الشركات التي تصلح لتنفيذ عملية الاستحواذ.
- عمل فحص شامل للشركة المستهدفة ودراسة الجوانب المالية، والتقنية، والقانونية.
- يجب أن يتم توضيح نوع الاستحواذ الذي يتم تطبيقه على الشركة المستهدفة سواء كان كلي، أو جزئي، أو يتم على الأسهم، أو من خلال الأصول.
- تبدأ المساومة المتعلقة بالأمور المالية للشركة المستهدفة مثل: تحديد القيمة الخاصة بالشركة، أو تحديد سعر السهم، واختيار طريقة للدفع، وتوضيح الشروط والضمانات المتعلقة بالشركة.
- عند الانتهاء من عملية الاتفاق بين الطرفين يتم توقيع العقد الخاص باستحواذ الشركات.
- بعض الشركات التي تطبق عملية الاستحواذ يتطلب منها التوجه إلى الجهات الحكومية أو بعض الجهات التنظيمية لتبليغها بإجراء الاستحواذ.
- يجب أن يتولى تنفيذ كافة الإجراءات المتعلقة بالاستحواذ أحد المحامين التابعين للشركة المستحوذة، حتي يتمكن من تنفيذ الإجراءات بشكل صحيح واتباع كافة القواعد النظامية التي تجعل الإجراءات صحيحة ومتوافقة مع النظام الذي تضعه المملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضًا: اندماج الشركات
الأسئلة الشائعة
ما معنى الاستحواذ؟
الاستحواذ في علم الاقتصاد والأعمال والتجارة يقصد به السيطرة الإدارية والمالية من قبل شركة على النشاط التجاري لشركة أخرى من خلال شراء الأسهم بشكل كامل، أو الحصول على جزء منها، وتصبح بعد ذلك تابعة للشركة الأم من الناحية المالية والإدارية.
ما هي شروط الاستحواذ؟
شروط الاستحواذ تتمثل في أن تكون الشركة العارضة للاستحواذ قادرة على شراء الأسهم كاملة، والأمر متوقف على موافقة الشركة المستهدفة، حيث يتمكن من الحصول على نسبة في الغالب تكون أعلى من 50% من أسهم الشركة.
ما هي عمليات الاندماج والاستحواذ؟
عمليات الاندماج والاستحواذ عبارة عن عمليات اقتصادية تتم في عالم الشركات، حيث يكون لكل منهما هدف وطريقة يتم من خلالها التأثير على شركة أخرى، والعلاقة في تلك العمليات تربط بين شركتين أحدهما الطرف المستحوذ أو الراغب في الاندماج، والآخر تكون الشركة المستهدفة لتلك العمليات.
تعتبر عملية استحواذ الشركات من العمليات المهمة والفارقة في فترة حياة الشركة، حيث تساعدها على تطوير أعمالها، والقيام بالتنوع في النشاط الذي تمارسه، مع توفير فرصة الحصول على التمويل الذي يخدم أداءها داخل السوق، كما أن تلك العملية ساعدت الشركات الناشئة بشكل ملحوظ في تطويرها وتحملها للمخاطر.